تقرير: شعوب "الأمازون" البرازيلية تعرضت لاستغلال الحكومة والشركات

تقرير: شعوب "الأمازون" البرازيلية تعرضت لاستغلال الحكومة والشركات
منطقة "أمازون" البرازيلية

توصل تقرير جديد صادر عن منظمة "كرستيان آيد" Christian Aid وائتلاف الشفافية المالية و"لاتنداد" Latindadd إلى أن منطقة أمازون البرازيلية وشعوبها "تم استغلالهم بشكل غير مستدام" من خلال سياسات الضرائب الحكومية واستغلال الشركات.

وخلص التقرير، الذي نشره الموقع الرسمي لمنظمة "كرستيان آيد" إلى أن الافتقار العالمي للوائح والسياسات الضريبية للدولة البرازيلية والربح قصير الأجل للشركات يعملان معًا على إدامة الاستغلال غير المستدام لمنطقة الأمازون البرازيلية وشعوبها من خلال تعدين البوكسيت الصناعي.

ودعت منظمة "كرستيان آيد" وشركاؤها البلدان، التي توجد فيها الشركات الأم لمنتجي الألومنيوم وشركات التعدين الصناعي التي تُصدر أو تحصل على كميات كبيرة من البوكسيت من شركات تعدين البوكسيت في أمازون البرازيلية، إلى اعتماد لوائح ملزمة تتطلب من الشركات اتخاذ إجراءات فعالة، وتدابير لمنع وتخفيف الآثار السلبية لحقوق الإنسان والبيئية، بما في ذلك إزالة الغابات في مناطق واسعة من غابات الأمازون، وتشمل تلك الدول المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة وأستراليا.

وحلل التقرير سلسلة قيمة الألومنيوم في أمازون البرازيل، مع التركيز بشكل خاص على عمليات شركة تعدين البوكسيت Mineração Rio do Norte (MRN) كدراسة حالة.

ويشمل أيضًا تصرفات وإغفالات تلك الشركات متعددة الجنسيات، التي بالإضافة إلى امتلاكها حصة في واحد أو أكثر من تعدين البوكسيت الصناعي الذي يعمل في أمازون البرازيل، فإن مصدرا أو مصدر كميات كبيرة من البوكسيت منها، هذه الشركات متعددة الجنسيات هي: النرويجية المائية، ألكوا، ريو تينتو، سويز 32.

ويوضح تقرير "كرستيان آيد"، الصادر بعنوان (الربح قبل الناس والكوكب - كيف تعمل السياسات الاقتصادية العامة وتعظيم أرباح الشركات على إدامة الاستغلال غير المستدام لمنطقة الأمازون البرازيلية وشعبها).

ووفقًا لبحث أجرته منظمات المجتمع المدني البرازيلية والباحثون، فقد ساهمت عمليات التعدين في منطقة "أورزيمينا" بولاية بارا في إزالة مناطق واسعة من غابات الأمازون، وتركت آثارا سلبية خطيرة على حقوق الإنسان والبيئة بمجتمعات كويلومبولا والمجتمعات النهرية.

وأدت عمليات التعدين في MRN إلى تلوث المجاري المائية، ما أعاق وصول هذه المجتمعات إلى مياه ذات نوعية جيدة، والتسبب في الأمراض، والتأثير على نشاط الصيد، كما أثرت إزالة الغابات من خلال عمليات التعدين في MRN على الوصول إلى الغذاء والموارد الطبيعية التي تدعم سبل العيش لهذه المجتمعات المهمشة.

وذكر التقرير، أن استغلال MRN لمنطقة الأمازون البرازيلية والإجراءات والإغفالات من جانب المساهمين لمنعها والتخفيف من حدتها تؤثر علينا جميعًا، لأن هذا السلوك يؤثر سلبًا على البيئة والمناخ العالميين، نظرًا للأهمية المركزية التي توجب على غابات الأمازون أن تساعد في استقرار المناخ العالمي.

وأوضح التقرير كيف تمنح سياسات الدولة البرازيلية إعفاءات ضريبية كبيرة عبر سلسلة قيمة الألومنيوم، بما في ذلك تعدين البوكسيت، وقد قام كبار منتجي الألومنيوم وشركات التعدين بتعظيم فوائدهم الاقتصادية الناتجة عن هذه السياسات بشكل فعال، من خلال القيام بذلك، تحفز هذه السياسات العامة بشكل كبير شركات التعدين العاملة في هذه المنطقة على مواصلة العمليات وبالتالي إدامة الاستغلال غير المستدام لأمازون البرازيل من قبل هذا القطاع.

وأوضح أن الشركات الدولية المعنية قد فشلت إلى حد كبير في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع وتخفيف الآثار السلبية لحقوق الإنسان والبيئية المتعلقة بعمليات MRN، حيث أبلغت "نورسك هيدرو" Norsk Hydro فقط أنها اتخذت إجراءات جزئية لمعالجة بعض هذه المخاوف.

وفي الواقع، قامت هذه الشركات بتوريد كميات كبيرة من البوكسيت من MRN واستمرارها في الحصول على الإعفاءات الضريبية الكبيرة، يزيد من أرباحها على المدى القصير، بينما تتلقى أيضًا مزايا اقتصادية أخرى من عمليات MRN.

وحذرت رئيسة العدالة الاقتصادية في منظمة "كرستيان آيد" إيما برجيسير، من أن هذه السياسات والهياكل الاقتصادية "تسمح بشكل فعال لشركات التعدين ومساهميها بالاستمرار في استغلال الناس والكوكب لتحقيق أقصى قدر من الأرباح الخاصة".

وأضافت: “الأضرار المناخية في منطقة الأمازون ليست مشكلة على بعد آلاف الأميال، فهي تؤثر علينا جميعًا، ونحن نتضامن مع المجتمعات المتأثرة بصناعة تعدين البوكسيت في منطقة الأمازون البرازيلية”. 

وخلص التقرير إلى أن السياسات الضريبية في البرازيل وتعظيم أرباح الشركات على المدى القصير هما عاملان هيكليان رئيسيان يجب تغييرهما، لحماية التنوع البيولوجي في منطقة الأمازون البرازيلية والمجتمعات التي وفرتها لقرون، وضد أزمة المناخ العالمية.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية